Tuesday, February 27, 2007

بقية حوار العاقلين ...عن الدولة المدنية ؟


نسيت فى المقال السابق اشير لصاحبه و هو الاستاذ الدكتور شوقى الفنجرى الكاتب الاسلامى المستنيرو صاحب الفكر المتفتح...اما الان فاعود الى الحوار الطاغى و الخناقة حول الدولة المدنية و الدينية اللى بيتخانقوا عليها فى الجرايد و احنا مش فاهمين ؟ انما وصل الامر للطعن فى ديننا كله ؟و اصولنا ؟حتى انبرى شيخ الازهر و المفتى للرد و الدفاع عن الاصول و الوقوف عند حد ...الذين أطلقوا العنان لأهوائهم في المناقشات الجارية في مصر لم يحسبوها جيدا‏,‏ لأنهم حين أرادوا هجاء الإخوان وقطع الطريق علي تقدم الإسلام السياسي‏,‏ وقعوا في محظور الانتقاص من قدر الشريعة واضعاف الهوية الدينية للمجتمع‏,‏ الأمر الذي أثار لدي كثيرين السؤال التالي‏:‏ هل هم ضد الإخوان أم إنهم ضد الإسلام؟‏.‏‏(1)‏ السؤال يعكس حالة البلبلة التي حدثت في أوساط الرأي العام من جراء خطيئة وقع فيها المثقفون والإعلاميون‏,‏ حين تزامنت مناقشاتهم لتعديل الدستور مع الحملة التي شنتها الأجهزة الأمنية علي جماعة الإخوان عقب أحداث جامعة الأزهر‏.‏نعم ليس ذلك أول صدام بين الإخوان والسلطة‏,‏ إذ ظل الاشتباك مستمرا بدرجات متفاوتة منذ عام‏1948‏ خلال العهود الثلاثة‏:‏ الملكي‏,‏ والناصري‏,‏ والساداتي‏,‏ إلا أن هذه هي المرة الأولي التي تتجاوز فيها التعبئة المضادة حدود المباح من جانب بعض المثقفين والإعلاميين إلي الحد الذي أثار الالتباس‏,‏ ودفع البعض إلي التساؤل عن مقاصدها الحقيقية‏.‏السهام التي أطلقت في ثنايا الحملة واستفزت المشاعر الدينية متعددة‏,‏ لكني أخص بالذكر ثلاثة أمور هي‏:‏‏*‏ الإدعاء بأن الخطاب الإسلامي يتبني الدعوة لإقامة حكومة دينية تستمد شرعيتها من الحق الإلهي‏,‏ علي النحو الذي عرفته أوروبا في عصورها الوسطي‏,‏ وهذه الحكومة المقدسة والمؤيدة من شأنها أن تصادر حريات الناس‏,‏ وتجعل حياتهم جحيما‏.‏‏*‏ الإدعاء بأن الشريعة الإسلامية تهدر قيمة المواطنة‏,‏ ومن ثم تهدد الوحدة الوطنية‏,‏ بما يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان‏,‏ يتمثل في الانتقاص من قدر غير المسلمين‏,‏ وتحويلهم إلي مواطنين من الدرجة الثانية‏.‏‏*‏ الدعوة إلي إلغاء أو اضعاف المادة الثانية من الدستور التي تنص علي أن الإسلام دين الدولة‏,‏ ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي للتشريع‏.‏‏(2)‏ رغم أن الذين روجوا لهذا الكلام قلة بين المثقفين‏,‏ إلا أن أحدا لا ينكر أن صوتهم كان أعلي من غيرهم‏,‏ وأن مواقعهم في أجهزة الإعلام الرسمية‏,‏ والقومية سمحت لهم ببث أفكارهم علي نطاق واسع‏,‏ الأمر الذي أسهم في اشاعة البلبلة بين الناس‏,‏ حتي انقسموا إلي فريقين‏,‏ أحدهما اشتد خوفه علي الإسلام‏,‏ وثانيهما تعاظم خوفه من الإسلام‏,‏ وفي الحالتين فإن موضوع الخوف كان الإسلام وليس الإخوان‏.‏من المفارقات في هذا الصدد أنه بينما كانت بعض الأصوات تخوف الناس من الإسلام ودولته الدينية‏,‏ وتدعو إلي إلغاء النص عليه في الدستور‏,‏ كدين للدولة‏,‏ فإن الخارجية المصرية أصدرت بيانا احتجت فيه علي تصريحات البرلماني الهولندي الذي أهان الإسلام وطالب المسلمين بالتخلص من نصف القرآن‏,‏ وقد عبرت عن ذات الاحتجاج دول إسلامية عدة‏,‏ في مقدمتها المملكة العربية السعودية‏,‏ صحيح أن كلام البرلماني الهولندي خيرت ويلدرز‏(‏ أصله تركي‏)‏ كان بذيئا وفجا‏,‏ إلا أنه لا يختلف عما صدر عن بعض مثقفينا إلا في الدرجة فقط‏.‏ فقد طالب بالتخلص من نصف القرآن‏,‏ بينما أصحابنا هؤلاء يطالبون بأسلوب آخر بطريق غير مباشر للتخلص من نسبة أقل‏,‏ وبعضهم طالب بالتخلص من الإسلام ذاته في نص الدستور‏.‏لم تكن هذه هي المفارقة الوحيدة‏,‏ لأن ذات الصوت العالي في خطابنا الإعلامي حفل بعدة مفارقات أخري‏,‏ أستطيع أن أعدد منها ما يلي‏:‏‏*‏ إن المتحدثين انطلقوا من أن تنظيم القاعدة هو المتحدث الشرعي الوحيد باسم الإسلام‏,‏ وإن حكومة طالبان هي المثل الأعلي في التطبيق الإسلامي‏,‏ بالتالي فإنهم اعتبروا أن تاريخ الإسلام بدأ في تسعينيات القرن الماضي بالملا عمر‏,‏ وصاحبيه أسامة بن لادن‏,‏ وأيمن الظواهري‏,‏ كما أن رسالته نزلت في كابول وقندهار‏,‏ ولم تنزل في مكة والمدينة‏,‏ ولأنهم اختزلوا التجربة الإسلامية في هذه الرموز والخبرات‏,‏ فإنهم لم يروا في الإسلام سوي أنه كابوس خوفهم‏,‏ من ثم فلم يقصروا في تخويف الناس وترويعهم منه‏!.‏‏*‏ إنه من أجل كسب معركة سياسية ضد الإخوان في ظرف تاريخي معين‏,‏ لم يتردد أصحابنا هؤلاء في التضحية بقضية استراتيجية تتمثل في اعتزاز الناس بدينهم وثقتهم فيه‏,‏ واطمئنانهم إلي أن السلطة حريصة علي احترام تلك الأشواق إن لم تكن معبرة عنها‏,‏ باعتبار ذلك من مسوغات شرعيتها فضلا عن كونه من مقتضيات السلم الأهلي‏.‏‏*‏ إن حملة التعبئة المضادة أوهمت الناس بأن المطروح الآن هو تغيير النظام كله‏,‏ وأن الإخوان بصدد تسلم السلطة غدا‏,‏ الأمر الذي سوف يستصحب قلبا لكل الأوضاع الاجتماعية في البلد‏,‏ وهو سيناريو متخيل لا صلة له بخرائط الواقع‏,‏ ولا احتمالاته‏,‏ لأن خبرة الخمسين سنة الأخيرة علي الأقل تدل علي أنه ما من قوة سياسية في مصر‏,‏ لا الإخوان ولا غيرهم‏,‏ تملك قدرة إحداث مثل ذلك الانقلاب‏.‏‏*‏ المفارقة الرابعة أن أبرز الأفكار التي ترددت في سياق حملة التعبئة المضادة‏,‏ هي ذاتها التي ما برح يرددها غلاة المتشددين وخصوم الإسلام‏,‏ وجري تفنيدها والرد عليها‏,‏ الأمر الذي تصورنا معه أن أمرها قد حسم‏,‏ وأن الوقت قد حان لتجاوزها إلي غيرها‏.‏‏(3)‏في بداية القرن الماضي‏(‏ عام‏1902)‏ نشرت مجلة المنار عدة مقالات للإمام محمد عبده‏,‏ ردا علي ما كتبه فرح أنطون صاحب مجلة الجامعة‏,‏ بشأن الاضطهاد في المسيحية والإسلام‏,‏ في واحدة من تلك المقالات تحدث الاستاذ الإمام عن أصول التصور الإسلامي معتبرا أن قلب السلطة الدينية والاتيان عليها من أساسها‏,‏ واحد من أهم تلك الأصول‏,‏ وذكر في هذا الصدد أن الإسلام هدم بناء تلك السلطة ومحا أثرها‏,‏ حتي لم يبق منها عند الجمهور من أهل الملة اسم ولا رسم‏.‏ فليس لمسلم مهما علا كعبه في الإسلام‏,‏ علي آخر مهما انحطت منزلته فيه إلا حق النصيحة والارشاد‏..‏ ولا يجوز لصحيح النظر أن يخلط الخلفية عند المسلمين بما يسميه الافرنج تيو كراتيك أي سلطان إلهي‏.‏هذا الموقف الذي عبر عنه الإمام محمد عبده قبل أكثر من مائة عام ظل واقعا في حياة المسلمين منذ نزلت الرسالة‏,‏ ولم يسجل التاريخ أن أحدا من أهل السلطة الإسلامية ادعي لنفسه قداسة أو عصمة أو أي نسب إلهي‏,‏ حتي إن أحد العوام حين دخل علي الخليفة معاوية بن أبي سفيان‏,‏ فإنه حياه قائلا‏:‏ السلام عليك أيها الأجير‏.‏إن المرء ليدهش حقا حين يجد أن بعض المثقفين لايزالون يصرون علي إثارة مسألة الدولة الدينية في زماننا‏,‏ في استعادة غير مبررة للتاريخ الكنسي في أوروبا‏,‏ وتأثرا بالنموذج الإيراني الذي يجسد تلك الدولة إلي حد كبير‏,‏ ولا أعرف لماذا لم ينتبه هؤلاء المثقفون إلي الفروق الجوهرية في هذه المسألة بين أهل السنة الذين يمثلون‏90%‏ من المسلمين‏,‏ والشيعة الاثنا عشرية الذين لا تتجاوز نسبتهم‏10%.‏الدهشة ذاتها تنتاب المرء إزاء التشكيك في موقف الإسلام من مسألة المواطنة التي أكدها الدستور المصري بنص حاسم في المادة‏40,‏ التي تقرر المساواة بين المصريين جميعا دون تفرقة في الحقوق والواجبات‏,‏ ناهيك عن أنها لم تعد موضوعا للمناقشة بين فقهاء المسلمين‏,‏ وهو ما سجله الاستاذ هويدى فى كتابه سنة‏1985,‏ وكان عنوانه مواطنون لا ذميون‏,‏ ولست أشك في أن الذين يتنافسون هذه الأيام في تخويف الأقباط من كل ما هو منسوب للإسلام يجهلون أو يتناسون مثلا أن مؤسس حركة الإخوان ـ الأستاذ حسن البنا ـ شكل في أواخر الأربعينيات لجنة سياسية للجماعة‏,‏ ضمت‏12‏ عضوا‏,‏ من بينهم أربعة من الأقباط هم الأساتذة‏:‏ لويس فانوس‏,‏ ووهيب دوس‏,‏ ويوسف أخنوخ‏,‏ وكريم ثابت‏,‏ وحين رشح نفسه لعضوية مجلس النواب في بداية الأربعينيات‏,‏ كان وكيله في منطقة الطور مسيحيا‏,‏ يوناني الأصل اسمه خريستو‏.‏لقد لاحظ المستشرق الألماني آدم ميتز‏(‏ صاحب كتاب الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري‏)‏ كثرة العمال والمتصرفين غير المسلمين في الدولة الإسلامية المبكرة‏,‏ فأبدي دهشته من ذلك وكان تعليقه كالتالي‏:‏ كأن النصاري هم الذين يحكمون المسلمين في بلاد الإسلام‏.‏علي صعيد آخر‏,‏ فإن الذين قرأوا الحالة الإسلامية‏,‏ وهم يرتدون نظارة تنظيم القاعدة ولا يسمعون سوي أصوات المتعصبين والكارهين‏,‏ تجاهلوا موقف المرجعية الإسلامية ـ التي تطاول عليها البعض‏,‏ ونددوا بالالتزام بها في ممارسة العمل العام ـ إذ قررت في نص صريح حق الكرامة لكل بني آدم‏,‏ بصرف النظر عن أعراقهم وأجناسهم ودياناتهم‏,‏ واعتبرت صيانة تلك الكرامة حقا من حقوق الله‏,‏ يتعين تحصينه ضد أي عدوان‏.‏‏(4)‏ أثناء حوار مع الدكتور كمال أبوالمجد حول دعوة البعض إلي إلغاء أو اضعاف المادة الثانية من الدستور‏,‏ التي تنص علي أن الإسلام دين الدولة‏..‏ إلخ قام بطرح السؤال التالي‏:‏ هل حدث خلال الثمانين عاما الماضية أن عطل وجود تلك المادة أي محاولة للإصلاح أو التقدم في أي اتجاه؟ ولأن الرد بالنفي‏,‏ فإن دلالة حذف النص المستقر منذ عشرات السنين لابد أن تثير الحيرة‏,‏ وتسوغ إساءة الظن‏,‏ فضلا عن أنها تفتح الباب واسعا لإثارة حفيظة عشرات الملايين من المسلمين‏,‏ ممن قد يعتبرونه إقصاء لدور دينهم‏,‏ أو عدوانا علي مجتمعهم‏,‏لكن يبدو أن العمي السياسي الذي يعاني منه المتعصبون والمبغضون حجب عن أصحابه رؤية مشاعر الأمة‏,‏ وغيب عنهم إدراك مصلحتها في اشاعة الاستقرار‏,‏ وتحقيق السلم الأهلي‏,‏ بسبب من ذلك فإنهم لم يمانعوا في توتير البلد كله واشعال نار الغضب والفتنة فيه‏,‏ في مقابل أن يستجاب لأهوائهم ونزواتهم‏,‏ وهو ما وعاه جيدا البابا شنودة بطريرك الأقباط حين أعلن في الأسبوع الماضي رفضه لإلغاء المادة المذكورة لعدم تهييج مشاعر المسلمين‏,‏ مؤثرا تحقيق المطالب بالتفاهم والتراضي‏.‏جدير بالذكر في هذا السياق‏,‏أن تقرير اللجنة التحضيرية للمؤتمر المصري‏,‏ الذي أعدته نخبة من كبار المثقفين في البلد‏,‏ وقدم إلي ممثلي الأمة في اجتماعهم الكبير‏1911‏ لتحرير العلاقة بين المسلمين والأقباط‏,‏ هذا التقرير نص بوضوح علي أن دين الأمة المصرية هو الإسلام وحده لأنه دين الحكومة‏,‏ ودين الأكثرية في آن واحد‏.‏ ذلك أمر بعيد بطبعه عن المناقشات في المصالح الدنيوية العامة التي تكون بين الأكثرية وبين الأقلية السياسية‏,‏ وكان قد قرأ التقرير علي المؤتمر التاريخي أحمد لطفي السيد‏(‏ بك‏)‏ ومساعداه في ذلك أحمد بك عبداللطيف‏,‏ وعبدالعزيز بك فهمي‏(‏ قبل أن يصبحوا باشاوات‏),‏ وهم من طليعة المثقفين العلمانيين في مصر‏,‏ الذين كانوا أكثر نزاهة ومسئولية من نظرائهم في زماننا‏.‏إذا سألتني عن رأيي في تلك المناقشات‏,‏ فاجابتي أنها عكست رغبة التحالف القائم بين المتعصبين وغلاة العلمانيين في تصفية حساباتهم مع الحقيقة الإسلامية الراسخة في مصر‏,‏ مستفيدين في ذلك من الحملة الأمنية ضد الإخوان‏,‏ ومن الأخطاء التي ارتكبها بعضهم‏,‏ وفي محاولتهم تلك‏,‏ فإنهم اسقطوا من حسابهم أولويات المجتمع ومصالحه العليا‏,‏ معبرين بذلك عن انتهازية لم تستفز المشاعر الإيمانية في البلد فحسب‏,‏ ولكنها اساءت أيضا إلي مفهوم ومقاصد الإصلاح السياسي المنشود‏.‏

Monday, February 26, 2007

مقال من واحد فاهم فى الفلوس و قيمتها ؟


بين الحين والآخر تثار تساؤلات واستفسارات حول الزكاة ودورها في العصر الحديث‏,‏ وكيفية تطبيقها وإدارتها‏,‏ وهي تساؤلات مشروعة‏,‏ وإجاباتها كما أتصورها هي كمايلي‏:‏لم يكتف الاسلام بالدعوة الي ضمان حد الكفاية أو تمام الكفاية لكل فرد أي المستوي اللائق للمعيشة‏,‏ وليس مجرد حد الكفاف أي المستوي الأدني للمعيشة‏,‏ وإنما أنشأ لذلك ومنذ أكثر من أربعة عشر قرنا وفي مناخ كانت تسوده الجاهلية والضياع‏,‏ مؤسسة مستقلة هي مؤسسة الزكاة التي هي بالتعبير الحديث مؤسسة الضمان الاجتماعي في الاسلام‏,‏ إذ لها كيان مستقل عن خزانة الدولة وذلك بمواردها ومستحقيها بل والعاملين عليها‏,‏ وكانت تتمثل بفرع مستقل في بيت مال المسلمين له ذمة مالية مستقلة‏.‏ وتعتبر حرب الخليفة الاول ابو بكر رضي الله عنه‏,‏ لما نعي الزكاة هي اول حرب في التاريخ تخوضها دولة من أجل الضمان الاجتماعي وحق الفقراء والمحتاجين في أموال الأغنياء القادرين‏.‏وسعر أو مقدار الزكاة‏,‏ وان كان محددا بالنص لا يزيد ولا ينقص‏,‏ إلا انه من المجمع عليه بانه إذا لم تكف حصيلة الزكاة في تغطية التزاماتها كمؤسسة أقامها الإسلام منذ اكثر من أربعة عشر قرنا لمواجهة مشكلة الفقر وضمان حد الكفاية لكل مواطن في اي مجتمع اسلامي أيا كانت ديانته او جنسيته باعتبار عالمية الاسلام‏,‏ فإنه يتعين علي ولي الامر اي الحاكم المسلم ان يأخذ من أموال الأغنياء بقدر ما يكفي فقراءهم‏.‏ وذلك استنادا الي قوله تعالي في سورة المعارج الآية‏24‏ في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم‏,‏ وقول الرسول عليه الصلاة والسلام تؤخذ من أغنيائهم وترد علي فقرائهم‏.‏مسئولية الدولةالزكاة ليست مجرد إحسان متروك لاختيار المسلم‏,‏ وإنما هي فريضة إلزامية يستوفيها ولي الأمر من المكلفين بها ويصرفها علي المستحقين لها‏.‏ وليس أدل علي ذلك من قوله تعالي مخاطبا الرسول عليه الصلاة والسلام بصفته الدولة خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها‏,‏ وقوله عليه الصلاة والسلام في عقوبة المقصر في أداء الزكاة إنا آخذوها وشطر ماله‏.‏ ولقد أكدت السنة العملية والواقع التاريخي في عهد الرسول عليه السلام والخلفاء الراشدين‏,‏ ان تحصيل الزكاة وتوزيعها هو من شئون الدولة‏,‏ حتي ان الخليفة ابو بكر لم يتردد لحظة في محاربة من امتنعوا عن إعطائه حق الزكاة‏.‏أضف الي ما تقدم‏,‏ ان آية مصارف الزكاة في قوله تعالي إنما الصدقات للفقراء‏,‏ والمساكين‏,‏ والعاملين عليها‏,‏ والمؤلفة قلوبهم‏,‏ وفي الرقاب‏,‏ والغارمين‏,‏ وفي سبيل الله‏,‏ وابن السبيل‏,‏ فريضة من الله‏.‏ تدل علي ان مهمة تحصيل وتوزيع الزكاة هي من مهام الدولة‏.‏الضرائب لا تغني عن الزكاةإن الزكاة لا تغني علي الضرائب كما لا تغني الضرائب عن الزكاة ذلك لان لكل منهما سنده الشرعي‏,‏ ولكل منهما مجاله وأهدافه‏,‏ ولكل منهما خصوصياته وأحكامه‏,‏ أما ان لكل منهما سنده الشرعي‏,‏ فالزكاة سندها النص‏,‏ في حين ان الضرائب سندها المصلحة‏,‏ وأما ان لكل منهما مجاله وأهدافه‏,‏ فالزكاة تستهدف تحرير الانسان من عبودية الحاجة والفقر‏,‏ اي بالتعبير الحديث مواجهة التزامات الضمان الاجتماعي‏.‏ في حين ان الضرائب تستهدف مواجهة التزامات الدولة الأخري كالصرف علي جهازها الإداري أو تنميتها الاقتصادية‏,‏ وأما ان لكل منهما خصوصياته وأحكامه‏,‏ فالزكاة تجب في الأموال النامية سواء وجدت الحاجة الي الزكاة او لم توجد‏,‏ وبمقدار وسعر محدد‏.‏ بخلاف الضرائب فإنه لا يجوز للدولة الاسلامية فرضها إلا إذا قامت الحاجة إليها‏,‏ ويختلف مقدارها وسعرها باختلاف ظروف كل دولة‏.‏والواقع ان الاسلام إذ أقر الملكية الخاصة وحماها إلي حد قطع يد السارق‏,‏ فقد أوجب عليها ثلاثة التزامات رئيسية هي‏:‏ التزام الزكاة‏,‏ والتزام الضرائب‏,‏ والتزام الإنفاق في سبيل الله‏,‏ وهذه الالتزامات الثلاثة كل منها مستقل عن الآخر ولا يغني أحدهما عن الآخر‏,‏ وذلك لما روي عن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام قوله ان في المال حقا سوي الزكاة ثم تلا قوله تعالي ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب‏,‏ ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين‏,‏ وآتي المال علي حبه ذوي القربي واليتامي والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب‏,‏ وأقام الصلاة‏,‏ وآتي الزكاة‏.‏يضاف إلي ما تقدم أن حصيلة الزكاة مخصصة لفئات معينة لا تتجاوزها‏,‏ وان كانت تجمعها صفة واحدة هي صفة الحاجة‏,‏ بحيث لايجوز الانفاق من حصيلة الزكاة علي الجهاز الاداري للدولة او تنميتها الاقتصادية ولكن ينفق عليها من حصيلة الضرائب‏.‏خضوع كل الأموال النامية للزكاة‏:‏اختلفت اليوم صنوف المال عما كانت عليه منذ أربعة عشر قرنا‏,‏ فظهرت صنوف جديدة من المال لم تكن معروفة في عهد الرسول ـ عليه الصلاة والسلام‏,‏ بل زادت أهميتها وأصبحت هي الغالبة‏,‏ ومن قبيل ذلك‏1‏ ـ الآلات الصناعية كالمصانع والسفن والطائرات والسيارات‏2‏ ـ العقارات المستغلة كالعمارات والفنادق والمطاعم‏3‏ ـ الأوراق المالية كالعملة الورقية والأسهم والسندات وشهادات الاستثمار‏4‏ ـ كسب العمل كالرواتب والأجور وارباح المهن الحرة ــ الثروة المعدنية كالمناجم والبترول‏..‏الخ‏.‏وإنه لما كانت العلة في فريضة الزكاة في الأموال هي نماؤها بالفعل أو بالقوة‏,‏ كما يقول الفقهاء‏,‏ فإن كل مال استجد ويقع فيه النماء حقيقة أو تقديرا‏,‏ أي بالتمكن من النماء‏,‏ فإنه تجب عليه الزكاة‏,‏ أيا كان ثروة عقارية كالعمارات أو صناعية كالمصانع أو مالية كالأسهم وشهادات الاستثمار‏,‏ وذلك لعموم النص بقوله تعالي خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وقوله تعالي في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم‏,‏ فلم يفرق بين مال ومال‏,‏ وقوله عليه الصلاة والسلام أدوا زكاة اموالكم‏,‏ وقوله إتجروا في مال اليتيم حتي لا تأكله الزكاة‏,‏ وقوله مانقص مال من صدقة‏,‏ وذلك لتعلقها بالأموال ذات النماء تحقيقا اي بالفعل او تقديرا بالتمكن من النماء‏.‏وإذا كان الفقهاء القدامي لم يفرضوا الزكاة علي بعض الأموال كدور السكن وأدوات الصناعة الأولية‏,‏ شأن الإبل والبقر العوامل وحلي الزينة باعتبارها من الحاجات الشخصية المعدة للاستعمال‏,‏ فإنها تظل كذلك معفاة باعتبارها أموالا غير نامية لا بذاتها ولا بالقوة‏,‏ أما إذا تحولت دور السكن إلي الاستغلال لا الاستعمال الشخصي‏,‏ ولم تعد اليوم أدوات الصناعة يملكها صانع يعمل بيده‏,‏ اي ليستعين بها لسد احتياجاته وإنما هي للاستغلال‏,‏ فإنه تحلقها حينئذ فريضة الزكاة‏.‏‏*‏ سعر الزكاة له أحكام خاصة بالنسبة للانعام من الابل والبقر والغنم‏,‏ أما سائر الأموال الأخري فقد حددها الفقهاء لمن أراد الرجوع اليها‏.‏ والخلاصة أن الزكاة هي عبادة لها الصفة المالية‏,‏ أو كما عبر البعض بأنها عبادة تأخذ صورة الضريبة‏,‏ أو هي ضريبة تحمل معني العبادة‏.‏ وهي مسئولية الدولة تحصيلا وتوزيعا‏,‏ من خلال فرع مستقل لها في بيت المال‏,‏ يمثل مؤسسة مستقلة قائمة بذاتها‏,‏ حيث تستقل بمواردها ومجلس ادارتها والعاملين عليها‏,‏ مستهدفة تحرير المواطن من عبودية الحاجة‏,‏ وبالتالي تمكينه من عبادة الله وحده والاخلاص لله وحده لتكون كلمة الحق هي العليا‏,‏ وهي تنفرد بأنها محلية‏,‏ بمعني تحصيلها من اهل كل بلد ممن توافر لهم نصابها‏,‏ ثم توزيعها علي المستحقين لها بمكان تحصيلها‏,‏ واذا لم تكف حصيلة الزكاة لسد حاجة المحتاجين من المستحقين لها‏,‏ فقد اوجب الاسلام علي الدولة إعانة ودعم مؤسسة الزكاة من اموال بيت المال الاخري او التوظيف علي اموال الاغنياء بقدر ما يكفي فقراءهم‏.‏وإذا تعذر اليوم إصدار تشريع خاص بأحكام الزكاة تحصيلا وتوزيعا‏,‏ فإنه يمكن إنشاء صندوق لها مستقل‏,‏ يكون تمويله كمرحلة اولي اختباريا‏,‏ ويعين لادارته مجلس أمناء من بعض علماء الدين والاقتصاد من ذوي الكفاية والامانة‏,‏ وان تتسم ادارة الصندوق بالشفافية المطلقة بحيث يعلن في نهاية كل عام عن اجمالي ما تلقاه من زكوات وكيفية انفاقه لها‏,‏ وياحبذا لو كان إنفاق اموال الزكاة في صورة مشروعات خدمية للفقراء والمحتاجين‏:‏ كافتتاح مطاعم تقدم لهم وجبات غذائية مجانية‏,‏ أو اقامة مستشفيات تعالج مرضاهم مجانا‏,‏ أو تقدم قروضا حسنة للمحتاجين القادرين علي العمل لمباشرة نشاط انتاجي يتعيشون منه‏...‏ الخ‏.‏ولتذكر دائما ان المواطنين يخرجون فعلا‏,‏ وبانتظام وتلقائية سمحه‏,‏ زكوات اموالهم بخلاف الضرائب المفروضة‏,‏ وتمثل هذه الزكوات اموالا ضخمة من المليارات دون ان نحس بأثرها‏,‏ وذلك بسبب بعثرتها وعشوائية وفوضي صرفها بمعرفة الأفراد‏,‏ ولا يتطلب الأمر سوي تنظيم جمعها وحسن استخدامها والتخطيط المدروس لحسن استخدامها‏.‏

Friday, February 23, 2007

مع الغلابة ..بعيدا عن الكبار و عمايلهم؟

بدلا من الاعادة و الزيادة فى حركات كبار البيزنس فى بلدنا الان ..و هم من جيل الخمسينيات كما فصلناهم سابقا ..و لا زال كلا منهم يدور حول نفسه معتقدا انه حقق نجاحات مبهرة تستحق ان تكون مدرسة ؟ و الحقيقة انه تعب و شقى لنفسه و لاسمه و لم و لن يفيد احدا ..مش عارف ليه افتكرت (جوزيه) و انا باوصف الناس دوول ؟ المهم عودة لما هو اهم و هو المواطن العادى الذى انتمى اليه ..وقع فى يدى ملخص تقرير( الاتجاهات الاقتصادية الاستراتيجية ) فى مصر و الصادر عن جهة محترمة -حتى الان- و هى مركز الدراسات الاستراتيجية بمؤسسة الاهرام اذ جاء فى بعض فصوله : اولا: ان متوسط معدل التضخم وصل عام 2006 الى 11.7% طبقا لبيانات وزارة التنمية الاقتصادية و البنك المركزى و جهاز الاحصاء و هذه النسبة اذا خصمت من معدل النمو فى الناتج المحلى الاجمالى بالاسعار الجارية البالغ 14.7% فان معدل النمو الحقيقى للنمو فى عام 2006 يصبح 3% فقط و ليس 7% كما ذكر عمنا نظيف فى بيان الحكومة ؟؟
ثانيا : ان معدل البطالة حسب البيانات الرسمية من واقع نشرة البنك المركزى الاحصائية كان قد بلغ 8.1% من قوة العمل الاجمالية فى نهاية عهد حكومة الجنزورى 98/99 و ارتفع الى 10.3 فى نهاية عهد عاطف عبيد قبل ان يرتفع مجددا الى 11.9% فى عهد عمنا نظيف؟
ثالثا:ان ثمة خللا جسيما فى هيكل الاجور فالحد الادنى الرسمى للاجور بكل الاضافات -يقل عن 20 دولارا فى الشهر فى حين ان الحد الادنى للاجر فى بلد عربى مثل الجزائر يبلغ 176 دولارا شهريا اى حوالى تسعة اضعاف بالمقارنة مع نظيره المصرى برغم ان متوسط نصيب الفرد من الدخل القومى( نسبة الدخل الى عدد السكان) يبلغ مرة و نصفا فقط اذا قورن بنظيره فى مصر...؟
رابعا :ان افقر 10% من سكان مصراى نحو اى نحو 7.3 مليون نسمة حصلوا عام 2005 على 3.7% من الدخل اى نحو 1.3 دولار للفرد يوميا ..و هو ما يعنى ان من يعيشون بدخل اقل من دولار واحد يوميا للفرد حوالى 3.5 مليون نسمة ..و ان من يعيشون باقل من دولارين للفرد يوميا يقدر عددهم بنحو 32.5 مليون نسمة ..اما اغنى 10% من السكان ..فان الفرد منهم يعيش فى المتوسط بمعدل 11 دولارا يوميا.
خامسا: ان العجز فى الميزان التجارى يتزايد بمعدلات مقلقة برغم الارتفاع الكبير فى الاسعار و عائدات النفط و الغاز فطبقا للنشرة الاحصائية للبنك المركزى فان العجز وصل الى 12 مليار دولار فى العام المالى 2005 -2006 مقارنا بنحو 7.8 مليار دولار فى عام 2003-2004 ؟
سادسا : ان الدين الداخلى يتجاوز حدود الامان و اصبح يمثل قنبلة موقوتة يمكن ان تهز الاستقرار الاقتصادى بعنف اذا لم تسيطر عليه الحكومة ..حيث انها دابت على الاقتراض الداخلى لتمويل عجز الميزانية حتى وصل اجمالى الدين فى نهاية يونيو 2006 الى 594 مليار جنيه بما يعنى انه ارتفع خلال عامين بمقدار 159 مليار جنيه و هى اكبر زيادة فى تاريخ الدين تتم خلال تلك الفترة القصيرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل آن الاوان بقى نفوق و نعرف وضعنا و حالنا بعيدا عن الاعيب الكبار و تصريحات عمنا نظيف و ملاعيب اتحاد الكورة و حكاوى الفضائيات و خناقة الحكومة مع الاخوان و تصفية الحساب مع هالة سرحان ؟يارب نصحى و نعرف ان قدامنا شغل كتيير..ده للى عاوز يشتغل ؟

Tuesday, February 20, 2007

تقزم الكبار ؟

يعنى ايه كبير ؟بجد و الله مش فلسفة ؟ اصلى قربت انسى معناها ؟ كبير المنطقة ...كانت مصر ؟و كبير العائلة ..كان الاب .و كبير العمارة كان اقدم جار فيها ..و كبير الشركة و المصنع صاحب المقام الرفيع فيهم ..بس اظاهر الدنيا اتغيرت و الموازين اتقلبت؟لا ده اكيد؟ لما الجار يبقى اول حاجة عنده انه مايسالش على جاره لدرجة ان واحد يموت فى عمارة و يكتشفوا الجثة بعد شهرين ؟؟تبقى كارثة ؟ و لما الجار يبقى همه ان يعاكس و يشاغل جارته اللى ساكنة لوحدها بتربى ابنها تبقى مصيبة و لما الجار يبقى همه مراقبة تصرفات جاره مش مساعدته تبقى داهية ..ناهيك عن انعدام لغة الاحترام بين الموظف الكبير و الصغير ..القديم و الجديد فى جهة العمل ..الرئيس و المرؤوس ..مع استبدال الاحترام بلغة التظبيط ..و التموين و التليين من دراعك الشمال لحد اليمين ؟و لما كبير الشارع يقول ان أمنى يبدأ عن باب دارى و يتوقع ان اهل الشارع و الحوارى حايستنوا يسمعوا له بصفة انه كبير ..نقوله ياخى دهده ؟؟؟ باشتثناء ما سبق من انحدار الاخلاق تجاه عبق الماضى و تراثه و احترامه بشكل عام ..فان هناك دور يجب ان يلعبه الكبير ليستحق التعظيم دوما و هو السندة و الرعاية و السؤال و الاهتمام المشترك..الحقيقة ان جيلنا ظلم عبد الناصر ..كثيرا لحساب السادات صاحب الفكر المتفتح و العقلية السباقة التى لا يختلف عليها اثنين ..و لكن ايام ناصر كان عنده ميزة اساسية ..انه كان كبير الشارع ..بيساعد و يساند ..يمكن اكتر من الداخل ..و دى مشكلة ..بس كان يقدر حد يدبح دبلوماسى مصرى فى العراق ..و ما يجيبش اللى عملها متكتف فى شوال؟؟ كان يقدر حزب يلسن غلى مصر فى لبنان و مايخرسش لسانه ؟ كان يقدر حد يزايد عليه فى اجتماع يعقد بمكة او القدس ؟ كان اتقفل الحرم ..لحين اشعار اخر؟ الحكاية قبل ما تكون فتونة ..لم تعد تسمح بها الست امريكا اكيد ..و لكنها لعب باوراق قليلة قد تكون فى ايدك ..و ما نتاش عارف قيمتها ..و يا مية خسارة على اللى كبر و ما أٌحترمش ؟؟متهيالى لو جدى شافنى فى العصر ده من رمسيس التانى الى محمد على و ابراهيم باشا امير الحجاز الى معركة 73 حايقوللى كلام مش ظريف ..تعاقب عليه الرقابة؟..لو لقيتوا كبير سلموا لى عليه؟

Saturday, February 17, 2007

احلام و طموحات ...وحكايات

جميل ان تشارك الناس احلامهم و الاجمل ان تشعر بها و تحسها
و الاحلى ان تدرك قيمة تلك الاحلام عند اصحابها و الاخطر ان تكون مسؤولا عن تحقيقها لهم ؟ و ان تكون مسؤولا عن تحقيق نجاحهم ..و مشاركا فى تطوير شخصياتهم ؟و محورا لاحلامهم المستقبلية و تطوراتها ..و بعد ذلك يذكرونك بالخير فيذكرك التاريخ بالخير و تكون الاستاذ او يذكرونك بالشر ..فيرميك التاريخ الى مزبلته و تكون عديم الذكر او من المغضوب عليهم ؟ على العموم ..تذكرت و احسست كل المفاهيم و خالجتنى كل تلك المشاعر و انا اتابع الموظفين الجدد ..و عيونهم تلمع طموحا و تبرق حبا للمستقبل و تشع ضوءا نحو الانجاز و اثبات الذات ؟ و تذكرت ايضا مسؤوليتى نحو تعليم الناس دى ما يكون مبتكرا و مختلفا عن اى من الشركات الاخرى حتى يتركوا بصمة ؟و علامة مميزة يا استاذ؟ و مع ضحكة عادل امام فى شاهد ماشافش حاجة ..على قصة العلامة المميزة ..تذكرت ان الدنيا اخذ و رد ..بين الصغير و الكبير و ان الايام دول ..و انها لو دامت لمن كاوا اكبر لم تكن لتصلنا ..و ان الاساس هو الشبع و القناعة ..و بدون تعليق على موضوع الشبع ..يكفيك ان تعرف ان رزقك قد ياتيك بسبب واحد من الموظفين البسطاء دوول و انت لا تدرى؟ ..و دققت اكتر فى عيونهم ..اكيد فيها عيون خضرا برضه ..و اهى فرصة ..انما علقت اخيرا ..يااااه ..من بين كل الدول اللى شفتها ..البصّة دى ..مصرى مية فى المية..الطموح و تحدى الواقع ده مصرى مية فى المية بيعمله جيل ورا جيل ..صحيح ميزة البلد دى انها ولاّدة ...و جيل ورا جيل يعوض..لغاية ما نفوق تانى.بلا تعصب ..و بصراحة...حلوين المصريين .

Thursday, February 15, 2007

ابدا مش حكاية هالة سرحان و لا الاخوان؟

عدنا و العود احمد .....و صحيح ان مصر بكل ما فيها من مشاكل ..احلى كتير من بلاد كتيرة مجاورة تدعى انها متقدمة ؟
المهم ..عودة للعمل الدؤوب بصفتى منتدب عن جيل شباب المستثمرين امام التيار الطاغى من الكبار ..المستثمرين طبعا ..اللى قصدهم يدوسوا علينا ..و ما تقوملناش قومة بعدها ؟؟و بمناسبة تكرار حديث الكبار عنا ..تبين لى ان جريهم ورانا ليس لصالحنا بل لمص دمنا ..و ان دفعه لنا ليس للامام و لكن للهاوية..و باستثناء السادة الاباء الذين بلغوا الان فوق الستين ..و قد كانوا جيلا مكافحا يعلم قيمة الشرف و الامانة ..فان الجيل اللاحق قد اكمل الان الخمسين و هو لا يمت بصلة للاول ..لانه جيل تربى فى شبابه على الانفتاح و اللى تغلبه العبه ؟ و مبادئ ادعوا كذبا انها راسمالية و اليات سوق ..و يشهد الله انها ليست كذلك ؟؟ و لكنها انانية و اختيار اقصر الطرق للسمسرة من دم غلابة هذا الشعب و حين ياتى دورهم فى رد الجميل له يتهربون من كل شىء حتى الضرايب و الجمارك ..الخ؟و نريد ان نسال اى واحد منهم ..امتى اخر مرة اشترى شجرة على حسابه فى الجنينة التى يطل بيت سيادته عليها و ترفع سعر بيته ايضا؟؟المهم ان ذلك الموضوع البيزنساوى البحت ..له صلة بما يجرى الان من هجوم على هالة سرحان --رغم انها هى هى و لم تتغير منذ زمن ؟ و مواضيعها المثيرة تماما مثل قبلاتها المثيرة -للشباب- من ضيوفها ؟ انما لماذا افاقت الصحافة و النيابة عليها الان؟؟و نفس السؤال سيوجه قريبا حينما يفيقون للاستاذ شوبير ..ملك دريم ..عفوا المسيطر على نصف ساعات عرضها ؟ و نفس السؤال -مع الاستغراب - سيوجه للصحفيين الذين يقودون حملة ضد الاخوان و الوفد و المعارضة كلها ..ليس لارضاء الرئاسة ..لانها لا يمكن ان تقبل ذلك العبث بعد تلك الخبرة فى الحكم؟ و ليس لارضاء الحكومة لان مفيش عندنا حكومة ؟ و انما من اجل مبدا التافه و الهايف و الفاضى ...( تعال فى الهايفة و اتصدر) ايوه كده تنشهر و تنعرف و اللى يولع يولع ..ما نت اصلا مش ( مسؤول ) عن حاجة ..و اذا سالوك ..قوول مفيش حاجة ..دى حرية ..ليا بس ..لانى ولا حاجة ؟ ..و ياخوفى على جو الاستثمار ليتاثر من لعب الصغار ؟؟ و السماسرة و الهايفين و المستاسدين ببرامجهم و اقلامهم ؟ الا بالمناسبة ..ماعدناش نشوف كتابنا العاقلين ليه ؟ يادوب الان تشترى من كل الجرايد الحكومية الاهرام فقط ..و لما تحب تقراه ..تقرى 3 اعمدة لانيس و سلامة و بهجت و احيانا عقل بتاع الاقتصاد و بعدين تقلب على العقارات و السمسرة ؟؟ راحوا فين الكبار ..الشبعانين بجد؟؟ يوووه ..لسه مش قادر تنسى الكلمة دى؟

Tuesday, February 06, 2007

ماذا يراد لنا بهذه الترهات المذهبية الان ؟

كنت و لا زلت معتقدا ان النجاح فى تحليل الساسة و الاقتصاد و غيرهم يرتبط بان تكون صاحب رؤية اوسع و ابعد نظرا للامام من مجرد توضيح ما يعرض امامك فى الاعلام سواء شوبير او الجزيرة او العربية فكلها لا يراد لك بها ان تفهم و تتعظ و تتعلم بقدر ملء الفراغات الاعلامية و الفضائية و نشر شوية ترهات وراؤها شوية اهداف او مفيش وراها ؟ المهم ان تكون حذرا مما يعرض عليك؟؟؟؟ايه القصة اذن التى شغلتنى عن حكاوى البيزنس التى تشغلنى مع الكبار الان ؟؟الحكاية سياسة اذن الان ..نعم..الحكاية ان رجلا ضخما داس على كل اعتبارات الصداقة و الوكالة التى كان يتبعها مع اصدقاؤه و قرر التدخل بنفسه لحل مشاكله و تولى امور منطقة اصدقاؤه ..و بما انه ضخم و لا يرى تحت قدميه و لا يجيد سياسات قصيرة المدى التى يعيش فيها الاصدقاء و يجيدونها فقط ...كان تدخله غشيما ثقيلا سقيما سبب له الاحراج و سبب لاصدقاؤه الضيق و الخسائر ؟ و حينما اراد الخروج من المستنقع ..اراد ان يشغل الراى العام لدى اصدقاؤه بسبب اخر للزعل و هو احد الجيران الذين ضايقوه هناك ..و اراد قبل انسحابه المحرج ان يترك شعلة جديدة تكون هى السبب فى عودته لاصدقاؤه ثانية بعد ان ينسوا غلطه فى حقهم ؟؟طبعا واضح ان الرجل الكبير الضخم هو امريكا و تدخلت فى العراق لحل مشاكلها فى الشرق الاوسط دون النظر لاهمية مصر و تركيا و السعودية مثلا ...و بعدما ضربت بوسطائها عرض الحائط و اهانتهم و سمحت للكرد و الشيعة بالشماتة من العرب السنة ...حاولت قدر استطاعتها مغازلة ايران و جعلها وكيل جديد بالمنطقة ...حينها لم يكن احد يتكلم عن الشيعة و السنة رغم ان صاحب الرؤية البعيدة كان يراها فتنة طائفية و حصلت ...على فكرة حسنى مبارك قالها وقتها و هو يحسب له ..و الان حينما فشلت الوكالة الايرانية و فشلت المهمة الامريكية ..و عاوزة ترجع لاحبابها الاصدقاء القدامى اللى مفيش اغلب منهم و ابسط من طلباتهم ...تقوم بتشويه صورة العميل الذى لم تنجح فى الاتفاق معه ببيان الفظائع الموجودة من الاول ..و القصد الان لصاحب الرؤية الطويلة الا يقف على ايران و يترك امريكا ..بل يعيد تقويم علاقته بالاتنين ..فلا يصاحب امريكا بلاثمن لانها جربت طلبات ايران الغالية؟؟ و لا يترك ايران بحجة المذابح لانها ممكن تكبر و تتكرر ..يعمل معاها وثيقة تفاهم ؟؟ يارب نبص لقدام ..قبل ما نرجع للبيزنس تانى...

Sunday, February 04, 2007

اصحابنا الشبعانين كانوا هناك؟

انتظروا قريبا قصة اصحابنا الشبعانين الوارد ذكرهم فى مقالى اللى قبل قبل اللى فات هنا ...و يومياتهم معانا فى دبى ..خلال الثلاثة ايام السابقة ؟
راجعلكم بحكايات مكن ؟

فتح و حماس مصر ؟؟

سؤال يتبادر الى الذهن كلما رايت انشغال صحف الحكومة المصرية التى اصبحت لا يقرأ منها الا بعض الكتاب المخلصين امثال انيس منصور و منتصر و بهجت و سلامة و هويدى و شوية رياضة و اسعار العملة و دمتم ؟ ايه السؤال صحيح ؟ ليه كل المقالات الباقية شتيمة فى المعارضة و خاصة فى الاخوان ..و اسال عن ذلك مقالات السادة احمد موسى و المناوى و عبد الرحيم و غيرهم ممن لا هم له سوى الشهرة على حساب فلوسنا اللى بنشترى بيها الجريدة ..و و الله خيرى رمضان فى بريد الاهرام اجدع منهم كلهم بعيدا عن السياسة ؟ كمان جرايد المعارضة من اول المصرى اليوم الى الاسبوع الى الاثمون الى الاتسوع ؟؟ كلها شتيمة من اول الريس الى ابناؤه الى الوزراء الى اعضاء الحزب الى رجال الاعمال الى المخابرات الى كل شىء فى تاريخنا ..و اسالوا عن ذلك عمنا مصطفى بكرى و الابراشى وضياء و سيدهم و غيرهم ممن لا هم لهم الا الصياح و الزعيق من اجل مبيعات اكثر او يمكن ترضية من الحكومة -مع الاعتذار للاعبى الكورة فى مبدا الترضية و اللعب على الحبلين-عموما ...الحوار اصبح كله استقطاب كامل بين طرفين فى مصر ..اقواهم الحزب الحاكم فى جهة و اللى بيسند الحكومة و رجال الاعمال ..و الاخوان فى جهة و اللى بتتحالف مع اى عدو للحكومة ...المصيبة بقى ان البعض يرى ان الوضع الان اصبح استقطابا معلنا بين جبهتين و ان غيرهم ليس له مكان فى الوطن مما يقصد به هنا الاخوة الاقباط - حق المواطنة- وهى كارثة اخرى لان فئات اخرى سيستغلها المتطرفون و اصحاب المصالح الخاصة فى بلدنا و الاغراض الدنيئة و يصوروا لهم ان البلد مش بلدنا و العيشة مش عيشتنا و ياللا نشوف مصلحتنا بعيد عن البلد و غيره من فصول السلبية الساقعة فى بلدنا ...و انا مع هذا العرض الموجز لحال الاستقطاب فى بلدنا ..لن اوجه حلول و لا مقترحات ..انما اسوق مثال واحد يارب يخوفنا و نرجع عن الطريق المسدود ده من الناحيتين ..المثال باختصار هو الحالة المخيفة المزرية المقرفة التى وصل اليها اخواننا فى فتح و حماس من اقتتال بعد الاستقطاب ...؟ و لا تعليق عليها سوى اننا نلحق نفسنا ..و يا ناس اتقوا الله فى بلدكم و انسوا اجندتكم الخاصة شوية قبل ما تولعوها ...ربنا يستر