تذكرت و انا اقرأ امس عن واقعة حمل الطفلة ذات الاحدى عشر ربيعا بعد تعرضها للاغتصاب ...بيت شعر جميل ...الحقيقة بيتين ..الاول عن العموم : و هو بيت المتنبى من رواد الحضارة الاسلامية الحاضرة فى كل مكان و زمان منذ بدأت :
صلاح أمرك للاخلاق مرجعه ....فقوم النفس بالاخلاق تستقم
و الثانى :عن الثورة التكنولوجية التى تسود بلادنا الجميلة الآن و ما تتبعها من لغة و ثقافة جديدة -بلا تريقة- : و كيف يلام الذئب على عدوانه ....ان يك الراعى عدو الغنم ؟؟
نعم ...بيت مناسب قوى لواقعة ذلك الذئب ....و هو ارخص ثمنا من ان نضيع فيه مقالا ووقتا ..و لكن حالنا المهترئ اكيد هو الاغلى ..و الذى يحتاج حديثا و تحديثا بطريقة مختلفة عن ثقافة هز الوسط للرجال الحالية -مع الاعتذار لسعد الصغير و من علمه ممن يسمون نفسهم كتابا زورا و بهتانا - و ممن يحسبون نفسهم على طبقة مثقفى الطبقة المتوسطة امثالنا زورا و عدوانا ايضا - امثال بلال بيه فضل و شركاؤه ..و كذلك رجال المال الجدد الذين لا ينتمون الى اية فكرة او فكر او تفكير و اسالوا المنتجين الجدد ؟؟مكتشفى الراقصات ؟ و حاولوا تفهموا او تفهمونى موضوع او قصة واحدة محترمة ذات مغزى من ضمن عشرات الافلام و المسلسلات التى تغزو بيوتنا و تعلم شبابنا ثقافة ( الافشخانات ) و ( التيكا أنص)؟؟ ثقافة عنوانها ..حاحا ....بالذمة ماذا ستنتج سوى أمثال هذا المهزأ الذى اعتدى على طفلة؟
ثقافة ..كرة القدم ..و يالللا كلنا نقلبها مستكاوى و حجازى و عبد المنعم و حتى لو احمرت كلها مش مهم ..و الناس اتعصبت و ضربت بعض مش مهم ..المهم ننفس احنا عن اللى جوانا و نحس بلحظة انجاز فى زمن غابت فيه انجازات بلدنا ..و طبعا ما حدش من الكتاب دوول بيكتب ان الانجاز سهل يتوجد و اسالوا السادات بداه ازاى و بناه ازاى ..انما الاسهل ..و الاسلك ؟فى زمن عودة الندلة ؟؟هو العودة الى زمن الشعارات و الازدواجية و الحديث عن انك مثقف ابن مثقف - و مش بعيد تالف لنفسك و لاهلك تاريخ فى الوطنية - بفرض ان المدبح كان فى خدمة الوطن برضه ؟ و اول ما تلتفت الكاميرا تسرح مع المكسب السريع الذى يحقق ملايين عنوانها (الواد سيّد و الندلة و لخمة الراس ) و سيناريوهاته مثالاً حياً على الزمن الرديئ الذى تدلّت و تدنّت و ارتكست فيه المحروسة حتى أصبحنا نرى من يغوصون حتى أذقانهم فى الوحل - كهذا السيناريست و ذاك المنتج و أولئك الطبلجيّة و العوالم - و هم يطاولون عنان السماء فى صفاقة و تبجّح.ولم لا؟!!!
أو لم نصبح فى زمن يقال فيه للبلطجة جدعنة و للإبتذال روشنة و للسوقيّة حركنة و يراد فيه الإيهام بأن إبن البلد لا يكون إبن بلد و مجدع إلا إذا نال شهادة زمالة السوقة و الدهماء و أتحف كل من يحادثة بغريب الكلم مبتذل السمات من عيّنة "التيكا أنـّص" و "إسكى برارا را" و "الأفشخانات" و ما ماثلها من مرادفات زرايبيّة إن دلّت على شيئ فإنما تدل على الخلفيّة الثقافيّة التى أفرزت تفاهة و تسطّح و لا مبالاة و تبلّد تلك التى تطل برأسها من هذه الجملة ؟!!رحم الله أيّام حركات التنوير.... فقد أصبحنا فى زمن حركات جديدة بالكلية تمكنت من إفراز مسوخ على شاكلة شلّة السبكى / بلال فضل / سعد الصغير/ دينا /تامر حسنى و التى أتت حتى لا تترك الساحة بالكامل لشلّة إيناس الدغيدى / هالة سرحان / و أى ممثلات من إيّاهم ( من رافعى شعار: "أنا ما بأعملش بوس و عرىّ إلا فى سياق الدراما بتاعة الفيلم ") ...... و من شلة غوغائيّة لشلّة إباحيّة يا قلبى لا تحزن.أفسدت هذه البلد من قليل؟!!!
أم تستهينون بانبلاج فجر حقبة سوداء بزغ فيها نجم الشخوص "الكسر" الذين أصبحوا نجوم المجتمع و مثل الشباب العليا و محرّكى و مهندسى ثقافة و لغة الجماهير؟!!رحم الله توفيق الحكيم الذى قال عندما شاهد الإهتمام الغير مسبوق بكرة القدم لدرجة إنجراف أقلام من يحملون مسئولية القلم إلى تلبّس روح مشجعى الدرجة الثالثة متناسيين مسئولياتهم التاريخية تجاه مجتمعاتهم :"لقد إنتهى عصر القلم , و بدأ عصر القدم"الأنكى و الأشد إمعاناً فى إثارة الغثيان هو تلك الشيزوفرينيا و النفاق و المزايدة على حب الوطن ممن ينهالون بمعاول الهدم فى أساسات الوطن , و ممن يثخنون جسد الوطن بطعناتهم التى تصيب الوعى و القيم و كل ما هو جميل و راقى فى مقتل .... فأى شيزوفرينيا تلك و أى نفاق ذاك عندما يوهمك كاتب من بتوع جرايد المعارضة أنه يذوب عشقاً فى الوطن من خلال ما يكتبه فى زاويته بالدستور و المصرى و غيرها و غيرها و ترى سلوك ثقافة الهبش السريع هو عمله اليومى دون النظر لتاثيره على البلد؟و شبابها ؟يا سادة :
من يحب مصر و يهيم بها لا يسمح لقلمه بأن يخطّ ما يقول من خلاله أنه إن كانت مصر إلى الهاوية سائرة فلا بأس... فلتسر مصر إلى الهاوية طالما كان الأهلى كسبان الزمالك - فهذا ... و هذا فقط... ما يهم-!!!من يحب هذا الوطن فليتفانى فى الإرتقاء به و لا يغرقه فى مستنقع السوقية و الإبتذال مع "حاحا و التفاحة" و "الصراحة راحة و إنت ما بتعرفش" , و لا يسممه بلخمة الراس , و لا يحلّفه بالطرب بالثلاثة , و لا يحوّل شبابه إلى "فكهانية بق" و "وش إجرام" , ولا يجعل أمنيات العودة إلى ماضى الوطن التليد تتحول إلى "عودة الندلة" , و لا يجعلنا نشاهد أعماله و هو "لا يخرج من كوعه" أن يقدم لجماهير هذا الوطن إلا فيلماً واحداً من تأليفه "عليه الطلا" ليجعل المتفرج يشعر بأنه "واحد من الناس" فإذا بنا نكتشف أننا أمام قصة مسروقة بسذاجة من الكونت دى مونت كريستو.يا سادة يارب نفوق و ندرك اننا كلنا مذنبون فى قضية البنت الغلبانة الضحية دى ؟كلنا اما مزدوجوا الشخصية و الثقافة و الافعال و اما ساكتون عن تلك النغمة المجتمعية للاغنياء الجدد و اما غير عاملون على نشر الاخلاقيات بالمجتمع ..و حتى من بدأوا ذلك الخط ..انشغلوا بالسياسة بعدها ..و تركوا الشباب نهبا ..لتصفيق المعارضة ..و كذب روزاليوسف ..و مبالغة الاهرام الحكومية و ابتعاد المثقفين عن الساحة خوفا من ان يحسبوا على احدى الجبهتين ..و سعيا وراء لقمة العيش ؟...يا سادة اما ان نراعى اهلنا و ناسنا و اللى ليهم حق علينا وواجب نحونا و بشكل عام (غنمنا )نراعيهم باخلاقنا ..لاننا لن نسعهم بمالنا -على راى رجل الادارة الاعظم فى هذا الكون النبى عليه الصلاة و السلام - و اما سياكلهم الذئب ..واحد ورا واحد ..و مسيره ييجى علينا الدوور ؟