Friday, September 14, 2007

همسات رمضانية

تتغير الأيام و الشهور و تدور الشهور و تمضى السنون و كله محسوب من العمر ..دون أن نعترف بسهولة ان شعرنا ابيض و قوانا تغيرت و عمرنا يمر و خبراتنا تزيد و البعض منا و ليس الكل يتعلم من دروس الماضى فيتقدم و البعض لا يدرك الدرس فيقف محلك سر رغم مرور العمر و تلوناته ؟
و من أحلى ايام العمر التى تمر علينا أيام شهر رمضان الفضيل ..تفرغ بطنك و جسمك من شهواتها لتتأمل بالطبع و ليس لتنام و تتخمل ؟تمضى بعيدا عن رائحة الطعام و ما أكثره فى رمضان ؟و تنظر الى تاريخ حضارتك التى انجبت تشريعا يحوى رمضان و ما وصلت اليه تلك الحضارة بعدما ورثت حضارات طويلة متعددة مثل الرومان و اليونان و الاغريق و الفراعنة الى ان حكمت و جملت و علمت و طورت ثلاث قارات فى وقت ما ؟ و تنظر الى مشاريع حضارتك العملاقة من تعليم اوروبا الطب و الفلك و الرياضة -باعترافهم- و شق الترع و الجسور مثل خط سكة حديد الحجاز من اسطنبول الى المدينة المنورة بدعم كل بلاد المسلمين من مائة عام فقط؟و سماحة المسلمين مع اهالى الديانات الاخرى التى لم تسمح لهم باعتراض حياة الصرب و الكروات فى البوسنة يوم ان حكموها ؟و لا حياة المسيحيين فى مصر بعد ان دخلوها و لا حياة الهندوس فى الهند بعد ان عاهدوها ؟و تتذكر انه لم يكن هناك مذابح دموية على الاطلاق من نتاج ايام الحضارة تلك ؟اللهم الا الحروب الصليبية و المنصف من المؤرخين يعلم سببها و من جيش الجيوش للحصول على كنوز الشرق بحجة حماية القدس من المسلمين ؟ و حتى ذلك الادعاء وجد من يقف له بزعامة الكردى الاصل الدمشقى المولد المصرى التعليم -صلاح الدين الايوبى- صورة أخرى من المجد ..الذى اختفى و ذاب رغم كل صراخ الجيل التالى - الذى اشعر احيانا انى امقته ؟؟- ممن عاشوا شبابهم من 1930 و حتى 1973 ؟نعم ثلاثة و اربعون عاما من الفشل و كثر الكلام تعاقب فيهم ملوكا و رؤساء و زعماء طوائف و جماعات بلا جدوى ؟كلهم بلا جدوى ؟ و لا اكاد احب و اشعر بنبذة من تاريخنا ثانية الا فى سنوات أربع من 1973 و حتى 1977 يوم بدأ الجميع - أمريكا وريثة الحضارة العالمية الحالية بكل ملامحها المختلفة عن حضارة المسلمين - و من وراءها العالم الغربى و لا أخفى سرا و عالمنا العربى بعد أن عصفت بافكاره نظرية المؤامرة فوقف امام حلم عربى مسلم شرقى جديد تقوده مصر فى تلك الحقبة و حال دون اتمام الاستفادة منه ؟فظهر بتعليقات كثيرة الا انه كان فخرا ..و من بعدها و حتى الان ثلاثون عاما أخرى ..لا تكاد تجد فيها ذكرى لحضارتنا ؟و لا أثر ؟كل ما يمكن ان تجده هو ملامح جديدة مشوهة لحضارة ليست مسيحية و ليست غربية بل حضارة مادية الهها المادة وعقيدتها المصلحة ؟و آثارها الدموية ممتدة من مصر حتى العراق شرقا ناهيك عن مذابح مسكوت عنها فى بلاد الفقر الافريقية و حتى خناقات اوروبا ؟و اللهم لا اعتراض ..خلينا نمر بتاريخنا الشخصى و حياتنا و انجازاتنا الصغيرة و تطورها فهذا كل ما نملكه الآن و ياريته نافع ؟ المهم انها أيام جميلة ..ربنا يغفر لنا فيها السر و العلن و اللى نقدر نقوله و اللى ما نقدرش ؟و يعيدها علينا بخطوة زيادة على مستوى البلد أو البلاد ؟مين عارف ؟

No comments: