Thursday, July 12, 2007

الدووور جاى علينا و احنا عاملين دماغ؟؟

تذكرت و انا اقرأ امس عن واقعة حمل الطفلة ذات الاحدى عشر ربيعا بعد تعرضها للاغتصاب ...بيت شعر جميل ...الحقيقة بيتين ..الاول عن العموم : و هو بيت المتنبى من رواد الحضارة الاسلامية الحاضرة فى كل مكان و زمان منذ بدأت :
صلاح أمرك للاخلاق مرجعه ....فقوم النفس بالاخلاق تستقم
و الثانى :عن الثورة التكنولوجية التى تسود بلادنا الجميلة الآن و ما تتبعها من لغة و ثقافة جديدة -بلا تريقة- : و كيف يلام الذئب على عدوانه ....ان يك الراعى عدو الغنم ؟؟
نعم ...بيت مناسب قوى لواقعة ذلك الذئب ....و هو ارخص ثمنا من ان نضيع فيه مقالا ووقتا ..و لكن حالنا المهترئ اكيد هو الاغلى ..و الذى يحتاج حديثا و تحديثا بطريقة مختلفة عن ثقافة هز الوسط للرجال الحالية -مع الاعتذار لسعد الصغير و من علمه ممن يسمون نفسهم كتابا زورا و بهتانا - و ممن يحسبون نفسهم على طبقة مثقفى الطبقة المتوسطة امثالنا زورا و عدوانا ايضا - امثال بلال بيه فضل و شركاؤه ..و كذلك رجال المال الجدد الذين لا ينتمون الى اية فكرة او فكر او تفكير و اسالوا المنتجين الجدد ؟؟مكتشفى الراقصات ؟ و حاولوا تفهموا او تفهمونى موضوع او قصة واحدة محترمة ذات مغزى من ضمن عشرات الافلام و المسلسلات التى تغزو بيوتنا و تعلم شبابنا ثقافة ( الافشخانات ) و ( التيكا أنص)؟؟ ثقافة عنوانها ..حاحا ....بالذمة ماذا ستنتج سوى أمثال هذا المهزأ الذى اعتدى على طفلة؟
ثقافة ..كرة القدم ..و يالللا كلنا نقلبها مستكاوى و حجازى و عبد المنعم و حتى لو احمرت كلها مش مهم ..و الناس اتعصبت و ضربت بعض مش مهم ..المهم ننفس احنا عن اللى جوانا و نحس بلحظة انجاز فى زمن غابت فيه انجازات بلدنا ..و طبعا ما حدش من الكتاب دوول بيكتب ان الانجاز سهل يتوجد و اسالوا السادات بداه ازاى و بناه ازاى ..انما الاسهل ..و الاسلك ؟فى زمن عودة الندلة ؟؟هو العودة الى زمن الشعارات و الازدواجية و الحديث عن انك مثقف ابن مثقف - و مش بعيد تالف لنفسك و لاهلك تاريخ فى الوطنية - بفرض ان المدبح كان فى خدمة الوطن برضه ؟ و اول ما تلتفت الكاميرا تسرح مع المكسب السريع الذى يحقق ملايين عنوانها (الواد سيّد و الندلة و لخمة الراس ) و سيناريوهاته مثالاً حياً على الزمن الرديئ الذى تدلّت و تدنّت و ارتكست فيه المحروسة حتى أصبحنا نرى من يغوصون حتى أذقانهم فى الوحل - كهذا السيناريست و ذاك المنتج و أولئك الطبلجيّة و العوالم - و هم يطاولون عنان السماء فى صفاقة و تبجّح.ولم لا؟!!!
أو لم نصبح فى زمن يقال فيه للبلطجة جدعنة و للإبتذال روشنة و للسوقيّة حركنة و يراد فيه الإيهام بأن إبن البلد لا يكون إبن بلد و مجدع إلا إذا نال شهادة زمالة السوقة و الدهماء و أتحف كل من يحادثة بغريب الكلم مبتذل السمات من عيّنة "التيكا أنـّص" و "إسكى برارا را" و "الأفشخانات" و ما ماثلها من مرادفات زرايبيّة إن دلّت على شيئ فإنما تدل على الخلفيّة الثقافيّة التى أفرزت تفاهة و تسطّح و لا مبالاة و تبلّد تلك التى تطل برأسها من هذه الجملة ؟!!رحم الله أيّام حركات التنوير.... فقد أصبحنا فى زمن حركات جديدة بالكلية تمكنت من إفراز مسوخ على شاكلة شلّة السبكى / بلال فضل / سعد الصغير/ دينا /تامر حسنى و التى أتت حتى لا تترك الساحة بالكامل لشلّة إيناس الدغيدى / هالة سرحان / و أى ممثلات من إيّاهم ( من رافعى شعار: "أنا ما بأعملش بوس و عرىّ إلا فى سياق الدراما بتاعة الفيلم ") ...... و من شلة غوغائيّة لشلّة إباحيّة يا قلبى لا تحزن.أفسدت هذه البلد من قليل؟!!!
أم تستهينون بانبلاج فجر حقبة سوداء بزغ فيها نجم الشخوص "الكسر" الذين أصبحوا نجوم المجتمع و مثل الشباب العليا و محرّكى و مهندسى ثقافة و لغة الجماهير؟!!رحم الله توفيق الحكيم الذى قال عندما شاهد الإهتمام الغير مسبوق بكرة القدم لدرجة إنجراف أقلام من يحملون مسئولية القلم إلى تلبّس روح مشجعى الدرجة الثالثة متناسيين مسئولياتهم التاريخية تجاه مجتمعاتهم :"لقد إنتهى عصر القلم , و بدأ عصر القدم"الأنكى و الأشد إمعاناً فى إثارة الغثيان هو تلك الشيزوفرينيا و النفاق و المزايدة على حب الوطن ممن ينهالون بمعاول الهدم فى أساسات الوطن , و ممن يثخنون جسد الوطن بطعناتهم التى تصيب الوعى و القيم و كل ما هو جميل و راقى فى مقتل .... فأى شيزوفرينيا تلك و أى نفاق ذاك عندما يوهمك كاتب من بتوع جرايد المعارضة أنه يذوب عشقاً فى الوطن من خلال ما يكتبه فى زاويته بالدستور و المصرى و غيرها و غيرها و ترى سلوك ثقافة الهبش السريع هو عمله اليومى دون النظر لتاثيره على البلد؟و شبابها ؟يا سادة :
من يحب مصر و يهيم بها لا يسمح لقلمه بأن يخطّ ما يقول من خلاله أنه إن كانت مصر إلى الهاوية سائرة فلا بأس... فلتسر مصر إلى الهاوية طالما كان الأهلى كسبان الزمالك - فهذا ... و هذا فقط... ما يهم-!!!من يحب هذا الوطن فليتفانى فى الإرتقاء به و لا يغرقه فى مستنقع السوقية و الإبتذال مع "حاحا و التفاحة" و "الصراحة راحة و إنت ما بتعرفش" , و لا يسممه بلخمة الراس , و لا يحلّفه بالطرب بالثلاثة , و لا يحوّل شبابه إلى "فكهانية بق" و "وش إجرام" , ولا يجعل أمنيات العودة إلى ماضى الوطن التليد تتحول إلى "عودة الندلة" , و لا يجعلنا نشاهد أعماله و هو "لا يخرج من كوعه" أن يقدم لجماهير هذا الوطن إلا فيلماً واحداً من تأليفه "عليه الطلا" ليجعل المتفرج يشعر بأنه "واحد من الناس" فإذا بنا نكتشف أننا أمام قصة مسروقة بسذاجة من الكونت دى مونت كريستو.يا سادة يارب نفوق و ندرك اننا كلنا مذنبون فى قضية البنت الغلبانة الضحية دى ؟كلنا اما مزدوجوا الشخصية و الثقافة و الافعال و اما ساكتون عن تلك النغمة المجتمعية للاغنياء الجدد و اما غير عاملون على نشر الاخلاقيات بالمجتمع ..و حتى من بدأوا ذلك الخط ..انشغلوا بالسياسة بعدها ..و تركوا الشباب نهبا ..لتصفيق المعارضة ..و كذب روزاليوسف ..و مبالغة الاهرام الحكومية و ابتعاد المثقفين عن الساحة خوفا من ان يحسبوا على احدى الجبهتين ..و سعيا وراء لقمة العيش ؟...يا سادة اما ان نراعى اهلنا و ناسنا و اللى ليهم حق علينا وواجب نحونا و بشكل عام (غنمنا )نراعيهم باخلاقنا ..لاننا لن نسعهم بمالنا -على راى رجل الادارة الاعظم فى هذا الكون النبى عليه الصلاة و السلام - و اما سياكلهم الذئب ..واحد ورا واحد ..و مسيره ييجى علينا الدوور
؟

5 comments:

Bella said...

كنت أعتقد اني الوحيدة التي تعتبر بلال فضل ومن هم على شاكلته من منافقي الوطنية الجدد

حيث يطلعون علينا في جرائد المعارضة يبكتون فينا ويتمنظرون علينا بحميتهم وخوفهم على مصالح الوطن وناقص كل واحد فيهم يدب صباعه في عيني ويقول لي انه وطني اكتر مني ومهموم بالوطن ومسكون بالقضية وباقي المصطلحات والتعبيرات اياها

وهو في آخر النهار يجلس في جلسات الانتاج واديها ماترحمهاش
ايشي سيناريو من هنا
على سيناريو من هناك
وإن شالله ماحد حوش

كويس اني لقيت حد بيفكر نفس الفكرة

كان أكثر مايدهشني ان الناس مغشوشة فيهم ومعتقدة انهم حقيقيون وليسوا منافقين
والمصيبة انهم ليسوا منافقين فقط بل ساهموا في تشويه اللغة وتحويلها لمسخ أكثر ماهي ممسوخة على لسان شبابنا الروش طحن

وساهموا بأعمالهم الركيكة في إدخال كلمات عجيبة او زادوا من انتشار كلمات اخرى لاتقل عنها غرابة

الا بالمناسبة بقى لان قاموسي الشبابي الطحن فقير شويتين تلاتة
ممكن ينوبك ثواب تشرح لي معاني الكلمات اللى بين اقواس
ولك الاجر والثواب عند الله

تحياتي

شغف said...

هوه بس أحب ألفت نظر بيلا في البداية لوجود قاموس خاص بالروشنة عشان لو أي كلمة عصلجت معاها و لا حاجة

اكتبي في سيرش على جوجل بس
:
قاموس الروشنة
و انتي تلاقي العجب العجاب


كنت جاية بس ألفت النظر لحاجة :
اننا من زماان ، و احنا عمالين نركز ع الغباوات المتكررة المحيطة بالمرء في كل مكان

و طبقا لوجهة النظر المطروحة في فيلم :
" the secret "
فان ما تركز عليه يزداد في حياتك

و ده اللي بيحصل فعلا

و لو تفتكروا أيام ظهور فيلم زي الليمبي مثلا ، قابل نقد حاد و تأفف من فئة المثقفين و انقاد
و ده أدى بدوره لزيادة شعبيته و عمل أجزاء منه

/ على الرغم من اني بقيت ممتنة لظهور سلسلة أفلام الليمبي مؤخرا لأنها بشكل ما بتكشف عن عقلية المجتمع بفئاته في صورة كاركاتورية - لم يسع اليها أحد من صناع الفيلم - /


المهم
أقصد
إن من الأفضل اننا ندور على الحاجات الكويسة و نتكلم عنها

و لو فيه حاجة سلبية في حياتنا عامة أو في حياة أي حد منا ، فنحاول نحط خطوات ايجابية محددة لحلها

مش معقول هانفضل كده على طول :
ننعي الوطن العاثر المتعثر و أيدينا على خدودنا

رصد الظاهرة لا يكفي

Bella said...

شكرا ياشغف على قاموس الروشنة

زي ماقلت باحس ان ثروتي اللغوية الروشنية بعافية شوية وده بيهز مركزي في اوساط الشباب هههههههههههههه

نرجع لكلامك

صراحة ياشغف وجهة نظرك كويسة ووجيهة
بالفعل يجب الا نكتفي بالنقد بغظهار السلبيات فقط

بل يجب ان نضع حلول لماقد يظهر من سلبيت حتى نحاصرها ونحد منها

المشكلة ان كل واحد فينا بيتكلم لكن مين الجهة المنوط بها التنفيذ

يعني مثلا

عندك برة في اوروبا والدول المتقدمة التي تحترم لغاتها وتحافظ عليها هناك تشريعات صارمة تمنع كتابة اسماء المحلات والشركات وماشابه بتسمية اجنبية

قارني كده بعندنا وشوفي فوضى الاسماء الاجنبية في كل مكان حتى صار استخدام اسم اجنبي او عوج اللسان في الكلام دليل على ارتفاع الانسان في الطبقة الاجتماعية المنتمي لها

حياتنا ينقصها الكثير من التعديل

نحن بحاجة لإعادة تأهيل

الفيلسوف said...

اتفق تماما مع تحليلك يا اخت بيلا ..واضح انك تربوية صميمة و الحمد لله اننا اتفقنا على خلل فى التربية السائدة اعلاميا و هنا مكان العيب ؟كان القدماء بيقولوا ..كلمة النقد بجد يا اما تموتنى يا اما تصنعنى؟
و اختلف مع الاخت شغف ..فانا اتفهم طبيعة كتاباتها كحلالة العقد و المشاكل و اقرأ ذلك واضحا فى موقعها الجميل المثقف ..و لكن نغمة لازم نبقى ايجابيين ..يعنى بلاش النقد ؟مش كويسة ..و لو تعنى مش كفاية النقد ؟طيب يا ستى اديها قرائة مرة كمان حاتلاقى الرد جوه المقال و ان ماكانش يبقى جوه السطور الاولى فوق ..حددنا فين الخلل و هو نفسه اللى محتاج تعديل ؟ و كون حضرتك بتحلى مشاكل عاطفية مش ممكن تقدرى تحلى أمور مجتمعية و اعلامية ...و لا تشتريلنا تليفزيون و محطتين و اوعدك نبقى ايجابيين بفيلم جديد عن القطر و اللى عزموا القطر ؟خليكى انتى ايجابية معانا يا شغف و تقبلى طريقة اخرى من كتابة عاشقى الوطن زيك؟فكلها فايدة بس باحساس تانى؟

Bella said...

شكرا اخي الفيلسوف

انا فعلا عملي له علاقة بالتربية

واعشق التعامل التربوي واعتبر ان الخلل الحادث في حياتنا مرده اننا لانتعامل بشكل تربوي مع الاطفال عند تنشئتهم وبالتالي نربي اجبال بها الكثير من الخلل

بالنسبة للنقد

النقد لغويا تعني فصل الحسن عن السيئ

يعني بمعنى آخر ابراز الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية في امر ما

يعني بشكل أدق اذا اردنا نقد شيئ فلايصح ان نذكر عيوبه فقط
ولا نصح ان نذكر مميزاته فقط

يجب ان نزاوج بين الإثنين

تحياتي