Monday, April 02, 2007

ضحايا الطريق السهل ؟؟


صعقت و انا اقرأ اليوم خبرا فى الاهرام مفاده ان شركة صينية ..و ليست كل الشركات الصينية محترمة ..و ليسوا جميعا مبتكرين ..بل استطيع القول ان اغلب الذين بدأوا منهم فى مصر نصابين؟الا من رحم ربى من اصحاب الجودة العالية و دول سعرهم زى الاوروبى بالضبط..و الغريب محتويات الخبر و المقال ..فاعلانات الجهاز تزعم انها تعالج ‏45‏ مرضا من أعتي الأمراض‏-وهو ما لايمكن ان تصدقه عقول العاقلين ناهيك عن المتعلمين و اغلبهم من ضحايا -اقصد موظفى - اقصد موزعى الشركة بالعمولة؟؟- و الخبر يقول ان الشركة الصينية تمكنت من حصد نحو خمسين مليون جنيه من المصريين‏,‏ خلال فترة عملها القصيرة في مصر‏,‏ التي لم تتجاوز‏15‏ شهرا‏!‏و فى حين ذهب مندوب الاهرام بنفسه لمعايشة القصة ..و هو تحقيق جيد ..نتمنى الكثير من امثاله لان ذلك ما يرفع توزيع الجرايد مش مقالات عم ( سرايا ) اللى مش عارف اولها من اخرها ؟ المهم انه ‏ وجلس مع مئات المواطنين في محاضرة( الفرصة ) -خللى بالك ان الصينيين درسوا السوق بتاعنا كويس و بيسالوا كل حارة و شارع و بيت -شغل مخابرات يعنى- و بيعاملونا بالطريقة اللى تنفع معانا ..اكسب حياتك و اكسب البيزنس و اتعلم العمولات و اربح فرص ذهبية ..الخ من تعريفات الجيل السهل اللى عاوز كل حاجة سهلة حاليا ؟؟؟و تلك الشعارات تمثل البداية أو الطعم الذي يتم به اصطياد الضحية الذي تضطره الشركة إلي شراء جهازها للعلاج بالذبذبات الكهربائية‏,‏ وسداد مبلغ ألف جنيه ثمنا له‏,‏ علي أن يتحول في مرحلة تالية إلي موزع للجهاز بين غيره من الضحايا‏,‏ مقابل نسبة من الأرباح المتحققة للشركة‏- خللى بالك من موضوع الاغراء هنا - مقابل اللى طلع دينى اقنع مهندسين و متعلمين شباب اشتغلوا و اتعبوا براتب عالى و عمولة مضمونة فى مجال محترم و اجهزة بجد ؟؟بلا طائل ؟؟و الغريب ما اكده أحد المدربين في محاضرته لضحايا جدد أن في مصر حتي الآن‏48‏ ألفا وخمسمائة جهاز بما قيمته‏50‏ مليون جنيه تقريبا‏.‏الشركة تردد عليها حتي الآن نحو مائتي ألف مواطن‏,‏ وتعتزم افتتاح مقر جديد لها بالإسكندرية خلال أيام‏,‏ وكذلك توسيع نشاطها بالمحافظات المختلفة‏,‏ اعتمادا علي شهادتين إحداهما صينية‏,‏ والأخري بريطانية‏,‏ دون أن تحصل علي أي شهادة من أي جهة مصرية تقر بصلاحية الجهاز لعلاج هذا الكم الهائل من الأمراض التي تشمل ضغط الدم‏,‏ والسكر‏,‏ والشلل‏,‏ وتصلب الشرايين‏,‏ وآلام الظهر وحتي انفصام الشخصية‏.‏ولزيادة أرباحها لجأت الشركة إلي خداع المواطنين تحت مسمي التسويق المباشر‏,‏ الذي يعتمد علي مبدأ مضاعفة عدد مشتري الجهاز‏,‏ مقابل حوافز وأرباح يتم توزيعها بشكل نصف شهري علي هؤلاء‏(‏ المستهلكين ـ الموزعين- المخدوعين - الموهومين ‏)ناهيك عن ان المكسب حرام و لا حلال ؟ ما هى ثقافة العنب ..اساسياتها اللى تغلبه العبه ..و احيينى النهاردة و موتنى بكرة ..و ابجنى ؟؟الغريب ان بعضهم ترك دراسته الجامعية‏,‏ واستقال بعضهم الآخر من وظيفته‏,‏ كما وجد فيه آخرون من مختلف الأعمار‏,‏ ومن الجنسين‏,‏ فرصة ذهبية لتحقيق أحلام الثراء السريع‏,‏ في فترة وجيزة‏!‏ولأن الأمر يثير الريبة لجأ بعضهم إلي استفتاء لجنة الفتوي بالأزهر‏,( يا سلام على عباءة الدين اللى دايما حاضرة)‏ فرفضت إجازة تسويق الجهاز‏,‏ مشترطة قيام الجهات الرسمية في الدولة‏,‏ وتحديدا وزارة الصحة‏,‏ بتقرير صلاحية الجهاز‏,‏ وهو ما لم تفعله الوزارة حتي الآن..بس الوزارة شاطرة تطلب كل يوم اوراق جديدة من اللى ماشى مضبوط...و لا عزاء لهؤلاء الضحايا لانهم عملوه فى نفسهم و لسه حايعملوه فى اماكن تانية لو قفلوا الشركة دى ليهم ..انما العزاء لبلدنا و مستهلكيها اللى كل من هب و دب بيجرب فيهم تحت اسم المكسب السريع ؟؟يا جماعة و الله العظيم مافى مكسب حلال سريع فى الدنيا ؟؟و اسالوا جدى و جدكم ..الصبر مع السعى و الرزق مع الصبر؟اللى شايفنى غلطان يبلغنى لاحسن قربت اطق ؟‏.

4 comments:

IBN BAHYA - إبــن بهيـــــــــــــة said...

أولا
شكرا على هذه التدوينة المفيدة

ثانيا
العيب ليس في هؤلاء .. العيب فيمن قبض السمسرة وسمح لمثل هذه الشركات بالعمل في السوق دون رقابة .. مش بعيد أبدا يكون جيمي مبارك شريك فيها أو على أقل تقدير واحد من عصابات عيال الأعمال بتوع لجنة الوكوسات

ثالثا
مثل هذه الشركات تخضع لرقابة صارمة في البلاد التي تحترم شعوبها وتعمل لمصلحتهم .. أنا لا أتحدث هنا عن مدى النفع من الجهاز المذكور لأنه أمر مفروغ منه ويجب أن تكون هناك رقابة حكومية على كل حال

وأما ما أريد الحديث عنه هنا هو نوع النشاط التسويقي لهذه الشركات التي تعمد إلى بناء شبكات هرمية فيما يعرف بالتسويق الهرمي أو الشبكي بحيث يعمل كل عميل أو مشتري عنده كمندوب توزيع وبيع والمحصلة النهائية هي سحب أموال الناس والبلد إلى جيوب هؤلاء

أذكر أنه أثير مثل هذا الموضوع منذ سنوات في شركة إيفون لمستحضرات التجميل بمصر الجديدة .. المصيبة أنها شركة يهودية أيضا

يالا بقى الصينيين أولى

أكرر شكري لهذا الموضوع الجيد
أرق تحياتي

الفيلسوف said...

انا اشكرك بشدة على تعليقاتك و تحليلاتك و انا اعرف موقعك جيدا ..و ان كنا نختلف فى الطرح ..مثلا انا لا الووم فى كل لائمة على الرئيس و ابنه ..لان المشاكل اللى شايفها كلها فى مصر من ساعة ما جيت مننا احنا ..ابناء البلد اللى مش عاوزين يشتغلوا ؟و عاوزين الطريق السهل ؟ثانيا انا لا احب التجريح فى الشخصيات العامة ..مش لانى انا كمان عميل ..انما لى وجهة نظر ان الشتيمة ما تفيدش ؟ خلينا نتكلم فى اللى ينبنى عليه عمل ...و ساعتها يبقى لبلدنا كلها كلمة ..بدل ما بقينا سداح مداح لكل من هب و دب يصدر لنا ..يجرب فينا ؟ فى نظرى ده الاهم ؟ و لك احترامى

Anonymous said...

كلامك صادق ودقيق

حالنا بقي يصعب علي الكافر يارب ياتاحدنا يا تاخدهم

Anonymous said...

يامين يسمع و يصدق كلام حضرتك.
الطريقة التسويقية دي موجودة في مصر من اكثر من 10 سنوات و هي في الاصل طريقة يهودية بحتة ( النظام الهرمي للتسويق و الكسب السريع ).
اتعرض علي هذا الموضوع من واحد قريب لي وعرض عليا الجهاز فعلا و حاول يقنعني انه حيكون مصدر دخل لي هايل و سريع بجانب شغلي الاساسي. لكن المبدأ لا يتجزأ(ده للي عندهم مبدأ اصلا).....ان التعب و الشقى طعمه حلو اوي لانك بتحلل اكل عيشك و بتغرس بذرة في الارض و تنتظر لكي تؤتي ثمارها.الغالي تمنه فيه و الحاجة اللي تيجي بالساهل تروح ايضا بالساهل وان الله لايضيع اجر من احسن عملا.